بدعوة من جمعية البر وفضيلة الشيخ جميل وتد ، شارك الشيخ النائب إبراهيم عبدالله رئيس الحركة الإسلامية اليوم الجمعة في احتفال أقامته الجمعية بمناسبة افتتاح مسجد جديد في بلدة جت المثلث أطلق عليه " مسجد بلال ابن رباح " .
وفي كلمته أمام مئات المصلين الذين احتشدوا للاحتفال في المسجد ، ذَكََّرَ الشيخ بدور المسجد في حياة الأمة منذ فجرها ، وبأهميته في تأهيل الجيل القادر على حمل أمانة الإسلام ورسالة الإيمان إلى نفسه وإلى العالم .
وقال : " مفارقة عجيبة جمعتني قبل ثلاثين عاما كأستاذ في مطلع الشباب ساقته الأقدار ليقوم بالتدريس حينها في مدرسة "عمال " الثانوية في الطيبة، مع الطالب جميل وتد من قرية جت والذي ساقته الأقدار أيضا لنهل العلم من ذات المدرسة . إلا أن الطريقين انفصلتا بعد أن فُصِلْتُ من التدريس بسبب انتمائي للحركة الإسلامية ، ليتم اللقاء بيننا اليوم في رحاب هذا المسجد بعد طول غياب لنحتفل بمناسبة إضاءة قنديل جديد في فضاء العالمين ، من خلال افتتاح صرح من صروح الإسلام ومنارة من مناراته : " ...
وأضاف : " هذه المفارقة التي جمعتنا بعد أن ظننا ألا تلاقيا ، تضعنا أمام مؤسستين خطيرتين لهما الدور الحاسم في نهضة الأمة إذا ما حرصت على توجيههما على اعتبارهما رافعة ترعى روح وعقل وقلب وجسد أبناء الأمة وأجيالها . لقد تنبه الرسول الأعظم إلى هذا الدور ، فتحول المسجد في عهده الكريم إلى حاضنة أجيال ، ومنطلق إحياء وقاعدة إصلاح ومبتدأ نهضة . من المسجد خرج العلماء والحكماء والأدباء والمجاهدون ... فيه تحول العرب من رعاة للغنم إلى قادة للأمم ، ومن أصفار لا وزن لها لا في الحضارة ولا في السياسة إلى أعلام ملأت سمع العالم وبصره ." ....
وأكد على أن :" مجتمعاتنا اليوم يجب أن تعمل على إعادة هذا الدور المفقود للمسجد والمدرسة ، والذي تنبه إليه المستعمر في عصر انحطاطنا فشن عليهما حربه غير المقدسة حتى أصبحت خاوية على عروشها إلا من العدد النادر الذي أفلت من هذه القبضة المحكمة ... بيدنا أن نعيد لهما الدور الشريف من خلال تعميق الوعي العلمي بهذا الدور ، وحشد الطاقات الخلاقة لخدمة هذا الهدف المقدس وتجنيد كل الإمكانيات الايجابية لتنفيذ هذا المشروع الجبار . "...
في نهاية كلمته قدم الشيخ إبراهيم عبدالله مجموعة اقتراحات تمنى أن تكون بداية تنفيذ لمشروع شامل ، تلتقي عليه جهود المخلصين في كل المساجد لتشكل معا خلية نحل تعمل دون انقطاع من اجل تحويلها إلى دفيئات إصلاح تزيد مساحات الضوء وتقلص مساحات الظلام في مجتمعاتنا